تجربة شخصية.. هاتف ذكي أم مجرد جهاز أنيق؟


تجربة شخصية.. هاتف ذكي أم مجرد جهاز أنيق؟


دائما ماكنت أسئل نفسي هذا السؤال قبل كل عملية شراء أقوم بها لإقتناء هاتف جديد، هل أبحث عن الجودة أم الشكل، أم كلاهما معا؟.

فمنذ بدأت التعامل مع الهواتف المحمولة منذ ما يزيد على العشر سنوات، تغير بين يدي أكثر من هاتف، منها ما هو بسيط المظهر ومنها الهاتف الذكي ومنها رخيص الثمن رديء الصناعة والإمكانات!!

أذكر أنني سهرت حتى الصباح فرحا بأول محمول أحمله في حياتي، وكان جهاز (Nokia 2100) ولمن لايعرفه فقد كان من أوائل الأجهزة التي تضيء بلمبات نيوين بدلا من الإضاءة الخضراء السخيفة التي كانت منتشرة في الهواتف في ذلك الوقت.

في ذلك الوقت كانت تعريفة المكالمات في شبكات المحمول تتراوح بين 1.25 و1.50 وهو بالطبع ما كان يرغم معظم حاملي التليفون المحمول على أستخدام أسلوب الرنات للتعامل بينهم وبين بعض، فيما تقتصر المكالمات على الأشياء الضرورية فحسب، وبلا إطالة.

بعدها بأشهر قليلة، بدأ عصر المحمول الملون، فسارعت بإقتناء شقيق هاتفي أو الجيل الجديد منه والذي يحمل أسم (Nokia 3100).

صحيح أن التجربة لم تختلف كثيرا عن سابقه، حيث يقدم نفس الإمكانيات بالضبط وبلا أي إضافة، بإستثناء النغمات المجسمة (كانت ثورة وقتها)، والإحساس بأنك تمتلك شيء مختلف بفعل الألوان، إلا أنني أحببت الهاتف جدا، لدرجة أنني تخلصت منه، كما فعلت مع شقيقه بالضبط.

ولأنني من هواة مواكبة التطور.. قررت أن يكون هاتفي القادم مميزا بحق، ووقع أختياري على (Siemns M65) لما يقدمه من مميزات، كالنغمات الصوتية، والكاميرا، ونظام التشغيل الأكثر تطورا من شقيقاه الراحلان، بالإضافة إلى أنه كان هاتف ضد الصدمات والغبار وله شكل شديد الأناقة.

أستمر معي الـ (M65) لنحو عام كامل أو أكثر، إلى أن قررت (كالعادة) البحث عن الجديد، فعدت أدراجي لمعشوقتي (Nokia) لأقتني الهاتف الجبار (وقتها) 6600.

كان (Nokia 6600) هو واحد من بعض الهواتف القليلة في السوق التي تعمل على نظام تشغيل (symbian) بحيث يمكنك إدارة الهاتف كيفما يحلو لك كما تفعل بالضبط مع جهاز الكمبيوتر.

ومع فرحتي الشديدة بإقتناء الهاتف، رغم أنه لم يكن جديدا وقتها، بدأت هذه الفرحة في الأفول سريعا لعدة أسباب أكتشفتها تباعا مع تجربة الأستخدام:

-    الهاتف لم يقدم لي الجديد الذي يختلف جذريا عن هاتفي السابق الـ (M65)، بحكم أنه يعمل على نظام تشغيل متطور
-    الكاميرا كانت سيئة للغاية
-    لم يشمل نظام الهاتف على راديو مدمج رغم أن هواتف آخرى من نفس الشركة أقل في المواصفات كانت تحوي هذه الميزة الهامة، بخلاف أنه لم يشتمل أيضا على برنامج للإستماع إلى الملفات الموسيقية المختلفة، رغم أنني تمكنت لاحقا من العثور على تطبيقات تؤدي نفس الغرض
-    رغم أن حملة التسويق الرسمية للهاتف كانت تستند إلى عدة إمكانات منها تصوير الفيديو، إلا أنني فؤجئت أن (صاحبي) لا يمتلك القدرة على تصوير مفتوح للفيديو، وأن أقصى مدة يمكنني تصويرها أقل من دقيقة!!، طبعا عثرت على تطبيقات يمكنها تجاوز هذه النقطة.
-    عمر البطارية كان شديد البشاعة
-    بطاقة الذاكرة الخارجية المحددة بأقل من (1G) كانت تتسبب بإستمرار في إبطأ الهاتف بشكل كاد أن يصيبني بالشلل!!.

أي أنني بالمختصر المفيد، أحسست بعد شهر أو أقل من التعامل مع الهاتف أنني أنفقت نقودي على خدعة كبيرة، أسمها هاتف ذكي، مع أنه مكنش ذكي ولا حاجة خالص.

وهكذا، وكالعادة، أتخذت قرارا بالتخلص من (المحروس)، ثم وكنوع من الزهق.. قررت أن أتجه للهواتف الرخيصة.. ذات الإمكانات الكثيرة.. أو ما يُعرف في مصر بالهواتف الصيني.

في هذه المرحلة، كانت لي تجربتين مع الهواتف الصينية:

الأولى مع هاتف (T28) بس كده، هو ده أسمه، والثانية مع هاتف (F488) وهو النسخة المقلدة (شكلا فقط) من هاتف السامسونج الشهير (F480 Toco).

وكلا الهاتفين لم يحظى بصحبتي لأكثر من بضعة أشهر، لما لمسته في كليهما من ضعف شديد على مستوى التقنية، الذي أصبحت أحد عشاقه، ويكفي للتدليل على هذه النقطة أن يعرف القاريء، أن الأخير لم يكن يحوي بين قائمة إعداداته ما يمكنني من ضبط التوقيت ما بين 12 أو 24 ساعة!!.

هذه التجربة منحتني فكرة لا بأس بها عن ماهية هذه النوعية من الهواتف التي تستهدف فئة معينة، لا تبحث سوى عن علبة تجري منها بعض المكالمات، وتستمع من خلالها لأصوات موسيقية صاخبة، كما يفعل مقتنو هذه الهواتف من الشباب في المواصلات العامة.

ومرة جديدة، بدأت البحث عن هاتف جديد، ووقع أختياري هذه المرة على (LG KP500) أو ما يعرف تسويقيا بالـ (Cookie).

ويرجع أختياري لهذا الهاتف إلى أنه يتمتع بعدة مميزات تتمتع بها هواتف عدة شديدة التطور، وفي نفس الوقت ثمنه رخيص يناسب إمكاناتي.

والـ (Cookie) يتمتع بشاشة لمس كاملة 3.0 inch، وكاميرا 3M، وراديو، ويدار بنظام تشغيل من تطوير إل جي (Flash Ui).

صحيح أنه لا يندرج تحت بند الهواتف الذكية تقنيا، لكنه على الأقل يلبي إحتياجتي ويتمتع بمظهر جذاب رفيع جدا، وبشاشة شديدة الحساسية.

لازلت أحتفظ بالهاتف حتى الآن وإلى إشعار آخر، خاصة أن الفروقات بينه وبين هواتف آخرى ليست بالكبيرة، كما أنني شخصيا لن أحتاجها في الوقت الحالي.

وعامة أعتقد أن هاتفي القادم سيكون أكثر تطورا، إلى ما يستحق تسمية الهاتف الذكي، حيث أنظمة تشغيل أندرويد أو آيفون أو ربما ويندوز موبايل لو وصل للدرجة التي تدفعني لإقتنائه.

وإن كنت أميل أكثر إلى الأندرويد لما لمسته ورأيته من خلال متابعتي الدائمة لكل ما يكتب عنه وعن الهواتف العاملة به.

لكن ما قد يعيق أو يأخر هذه الخطوة هو الجانب المادي المرتفع الذي يرتبط بهذا النوع من الهواتف حاليا، إذ لا يقل ثمن أقلها من حيث المواصفات عن ثلاثة آلاف جنيه، وهو مبلغ باهظ جدا بالتأكيد.

0 comments:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More